ما علاقة الحمل والسكري بالإمساك المزمن ... أسبابه وعلاجه !
26.12.18
إن من يعاني من حالة الإمساك المزمن، هو فقط من يعرف مقدار تأثير الإمساك على علاقته بحياته اليومية وهو فقط من يقضي أوقات طويلة يشكو من هذا العارض المزعج. فالإمساك لا يتسبب فقط بشعورك بالنفخة بل يترافق مع نوبات الصداع والاضطراب، مع العلم أن علاج الإمساك، خاصة في الحالات التي تكون طويلة أحياناً أو مزمناً، فإنه يستغرق وقتا للعلاج.
إن البعض من حالات
الإمساك العادية والتي تكون لفترة محدودة، فهي ليست بحاجة لزيارة طبيب لأنها تكون
حالة مؤقتة يمكن التعامل معها من خلال بعض الادوية التي تساعد على تليين المعدة،
لكن في حالات الإمساك المزمن فإنه على الذين يعانون من هذه الحالة زيارة طبيب لأخذ
النصح والعلاج اللازم ووصف الدواء المناسب للمساعدة۔
علاج الإمساك المزمن:
إن علاج الامساك المزمن
يعتبر واحد من أهم طرق علاج البواسير التي يعاني منها الكثير ممن هم مصابون
بالإمساك المزمن، حيث أنه أحد أسباب الإصابة بالبواسير المتطرفة، لذا فإن علاج
الإمساك يجب أن يكون المرحلة الأولى في علاج البواسير طبيعياً. والإمساك له نوعان،
إما إمساك مؤقت أو إمساك مزمن، وفي الحالتين يمكن تعريف الإمساك اضطراب في الجهاز
الهضمي يطلق عليه الإخراج الصعب أو غير المتكرر بحيث يعتبر تراجع في حركة الأمعاء
ويرجع السبب وراء ذلك في وجود براز جاف أو قاسي بحيث يصعب مروره بشكل طبيعي، ويمكن
أن يكون الإمساك مصحوباً بنفخة وألم وتشنج، ما يتسبب بألم أحياناً.
ما الذي يؤدي الى الإمساك
المزمن؟
إن أهم أسباب الإمساك هو
عدم شرب المياه يومياً بشكل يكفي حاجة الجسم، وهذا ما يتسبب بعدم وجود ماء كافي في
البراز أو لبقائه في الأمعاء الغليظة لفترة طويلة ما يؤدي إلي خسارة البراز للماء
ومن ثم يصبح قاسياً ويتسبب بإمساك، ويعتبر السبب الثاني للإمساك عدم توافر العناصر
الغذائية الضرورية واللازمة لتخزين الماء داخل الأمعاء مثل عدم تناول الخضار او
الفواكه بشكل كاف. من ناحية أخرى يمكن أن يؤدي ضعف حركة الأمعاء أو توقفها عن
العمل إلى الإمساك.
أسباب الإمساك؟
إن أسباب الإصابة بالإمساك عديدة ومنها:
أولاً: أسباب وظيفية:
Ø ارتفاع درجات الحرارة
والذي يحدث في حالات الحمى والسخونة۔
Ø الإمساك المعتاد في
الفترة الأخيرة من الحمل بسبب ضغط الرحم على الجزء الأخير من الجهاز الهضمي.
Ø حالات القلق والتوتر
النفسي بحيث لا يكون السبب مرضي.
Ø وجود مرض عصبي أو نفسي
أو عقلي.
Ø الإصابة بالقولون
العصبي.
Ø بطئ حركة الفضلات
وزيادة امتصاص الجسم للسوائل الموجودة بالفضلات بسبب خمول حركة القولون.
Ø الخمول وقلة الحركة.
Ø سوء عملية التمثيل
الغذائي الناتجة عن عدم التوازن في وظائف الجسم والذي يحدث في الغالب بسبب الإصابة
بمرض السكري أو وجود خلل بالزيادة أو النقصان في النسب الطبيعية للكالسيوم في الدم
أو في إفراز الغدة الدرقية.
Ø كبت الرغبة في التبرز
الناتجة عن السفر لمدة طويلة أو تغير العادات المعيشية مثل الإقلاع عن التدخين.
Ø ضعف قولوني عضلي مثلما
يحدث مع كبار السن من المقعدين.
Ø تناول بعض الأدوية
والعقاقير الطبية التي يكون الإمساك أحد تأثيراتها الجانبية كالأدوية التي تحتوي
على الكوديين مثل مضادات السعال وأدوية الحموضة وارتفاع ضغط الدم.
Ø الإمساك الغذائي
المنتشر والذي ترجع أهم أسبابه إلى العادات الغذائية الغير صحيحة كتناول أطعمة
تنتج فضلات قليلة كاللحوم أو أطعمة فقيرة بالألياف أو أطعمة تساهم في زيادة صلابة
البراز كمنتجات الألبان أو قلة شرب الماء والعصائر.
ثانياً: أسباب الإمساك العضوية:
إن الأسباب العضوية
للإمساك نادرة الحدوث، ومن أهم أمثلتها الإصابة بالأورام الحميدة والخبيثة التي
تتسبب في ضيق وأحيانا انسداد القولون أو ظهور فتق الشرج أو المستقيم أو خراج سقوط
أو ضيق الأمعاء أو الإصابة بالمرارة او القولون أو وجود اعتلال في فتحة الشرج أو المستقيم.
نقص نشاط الغدة الدرقية :
يعتبر النقص بنشاط الغدة
الدرقية من المسببات بتباطؤ العمليات الاستقلابية في الجسم. وقد يؤدي تباطؤ
الاستقلاب إلى تباطؤ كل العمليات في الجسم ومنها الهضم، فيؤدي بقاء الطعام لفترة
طويلة في الجسم إلى امتصاص كميات كبيرة من الماء الموجود في البراز، ما يؤدي في النهاية
إلى قلة عدد مرات التبرز وقساوة البراز.
هذا وتتطور أعراض نقص
نشاط الغدة بشكل بطيء عادة مع مرور الوقت. وإلى جانب الإمساك، قد تظهر أعراض عند
الإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية وهي كالتالي:
Ø التعب
Ø ازدياد الحساسية للبرد
Ø جفاف البشرة
Ø ازدياد الوزن
Ø اضطراب العادة الشهرية
عند النساء المصابات
Ø تساقط الشعر
Ø تقصف الأظافر
Ø ضعف الذاكرة
Ø انتفاخ الوجه
من المعروف أن فحص دموي
اسمه فحص الوظيفة الدرقية، يساعد على تقييم وظيفة الغدة الدرقية، ويمكن أن يطلب
الطبيب مزيداً من الفحوص لو اكتشف الإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية. ويمكن أن يحدث
نقص نشاط الغدة الدرقية بسبب اضطرابات أخرى مثل:
Ø مرض مناعة ذاتية اسمه
مرض هاشيموتو
Ø المعالجة الشعاعية
للرقبة
Ø الأمراض الخلقية
Ø اضطرابات الغدة
النخامية
Ø الحمل
Ø نقص اليود
Ø أدوية معينة مثل
الليثيوم
Ø السرطان
Ø العمليات الجراحية على
الغدة الدرقية
تعالج نقص نشاط الغدة
الدرقية بنجاح باستخدام هرمون غدة درقية اصطناعي اسمه ليفوثيروكسين levothyroxine۔
الإصابة بالسكري :
عند الإصابة بمرض السكري،
يتوقف الجسم عن إنتاج كميات كافية من هرمون الأنسولين بحيث يصبحغير قادر على تفكيك
السكر الموجود في الدم.
كما يمكن أن يؤدي ارتفاع
السكر في الدم عند الإصابة بمرض السكر من النوع 1 أو 2 إلى ظهور الاعتلال العصبي
السكري أو تضرر الأعصاب، وقد يؤدي تضرر الأعصاب التي تتحكم بالأمعاء إلى الإصابة
بالإمساك المزمن. ومن المهم تشخيص مرض السكر بشكل مبكر، لأن أعراضه تصبح أسوأ عند
التأخر في علاجه. وتتضمن أعراض مرض السكر الأخرى كل مما يلي:
Ø العطش الدائم
Ø التبول كثيراً، لاسيما
ليلاً
Ø التعب
Ø نقص الوزن
Ø تشوش الرؤية
الوقاية من الإمساك :
أما الوقاية من الإمساك
المزمن فينصح بشرب ما لا يقل عن 2 لتر من الماء بشكل يومي، ومن ناحية أخرى يجب
اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والتي تتوافر بكثرة في الخضروات والفواكه
الطازجة والحبوب الكاملة.
علاج الامساك المزمن :
إن الوقاية من الإمساك هي
خير علاج، وفي حال استخدام أدوية أو عقاقير لتليين البراز، بالرغم من أهميتها
سيعود الإمساك مجدداً بعد الانتهاء من تعاطي هذه الأدوية والعقاقير، لذا يجب ألا
تكون الأدوية الملينة علاج الإمساك المزمن الوحيد، وفي جميع الحالات يجب استشارة
الطبيب المختص في أقرب وقت خاصة إذا كان الإمساك شديد أو في حالة وجود الم كبير
أثناء التبرز (التغوط) أو عند ملاحظة انخفاض غير مبرر للوزن.
ومن أهم طرق ووسائل علاج الامساك المزمن الأخرى والتي لا
تقل أهمية عن الأدوية الملينة بل تفوقها أهمية، هي:
Ø شرب كميات كبيرة من
الماء بما لا يقل عن 2 لتر من الماء بشكل يومي، ولا يجب اعتبار المشروبات الغازية
أو العصائر بديلاً عنها بالرغم من مساهمة العصائر الطازجة في مد الجسم بالألياف.
Ø تناول أطعمة وأغذية
غنية بالألياف والتي تعمل علي تحفيز حركة الأمعاء ومن أهم الأغذية الغنية بالألياف
الفاكهة والخضروات الطازجة. ويمكن تناول مكملات الألياف للمساعدة علي سرعة علاج
الامساك المزمن۔
Ø التقليل بقدر الإمكان
أو تجنب تناول الأطعمة التي تتسبب في الإمساك، ولو لفترة مؤقتة حتى اكتمال العلاج،
ومن أهم هذه الأطعمة: منتجات الألبان والأغذية الغنية بالسكريات والدهون والزيوت
بالإضافة إلي الحلويات والبيض المسلوق والأرز والخبز الأبيض. كما يجب تجنب تناول
العديد من الأطعمة والأغذية الغير ضرورية كالشبسيات والأطعمة المثلجة والكوكيز
والآيس كريم والبصل والدونات واللحم الأحمر والموز الغير مكتمل النضوج.
Ø تجنب شرب القهوة والشاي
والمشروبات الأخرى الغنية بالكافيين بشكل كبير، وبالرغم من مساعدة الكافيين علي علاج
الإمساك إلا انه على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلي ظهور نتيجة عكسية تماماً.
Ø عدم تأخير الذهاب إلى
قضاء الحاجة لأي سبب، ويفضل استخدام الحمامات العربية أو استخدام الحمامات
الإفرنجية بحيث تضع قدميك على مكان الجلوس فهذا يسهل من حركة الأمعاء.
Ø وأخيراً يجب أن تتم
ممارسة التمارين الرياضية، أو على الأقل عدم الجلوس لفترات طويلة فهذه من أهم طرق
تحفيز الجهاز الهضمي.